طلبة المرحلة الثانوية في الأكاديمية العربية الدولية ينتخبون مجلس طلبتهم
بعد معايشتهم لتجربة ديمقراطية مميزة
طلبة المرحلة الثانوية في الأكاديمية العربية الدولية ينتخبون مجلس طلبتهم
تماشياً مع رؤية الأكاديمية العربية الدولية ورسالتها وأهدافها الاستراتيجية، وإيمانًا منها بضرورة اعداد قادة يتسمون بأخلاق رفيعة، وبالنزاهة واحترام آراء الآخرين، ويحلون المشاكل عبر التعاون والعمل الجماعي، ويقدرون الخدمة المجتمعية، ويلهمون الآخرين من أجل الاهتمام بالقضايا المجتمعية العامة. ورغبة من الأكاديمية في إشراك الطلبة بالحياة المدرسية اليومية وما يرتبط بها من مشاركة تطلعاتهم، والمساهمة في التخطيط لمجموعة من الأنشطة والفعاليات الهادفة، وتنفيذ مجموعة من المبادرات المجتمعية. جاءت فكرة تأسيس مجلس طلبة المرحلة الثانوية ليكون أداة فاعلة في سبيل تحقيق هذه التطلعات، وتنمية ما يرتبط بهذا الدور من مهارات، كالمهارات القيادية والاجتماعية، وأن يكونوا مسؤولين وذوي مبادئ، إضافة إلى ضرورة لعبهم لدور أكثر فعالية في الحياة المدرسية، وما له من انعكاسات عليهم في المراحل العمرية المتقدمة. فقد عايش طلبة المرحلة الثانوية طوال شهر سبتمبر الماضي تجربة ديمقراطية مميزة تمثلت في إجراء انتخابات مجلس طلبة المرحلة الثانوية عبر مراحل مختلفة. ولضمان الخروج بالنتائج المرجوّة من هذه العملية، فقد حرصت إدارة الأكاديمية على توفير كافة الأدوات والمعايير والضوابط اللازمة لإجراء الانتخابات في جو من النزاهة والشفافية، واستخدام أفضل الممارسات التي تضمن تمكين كافة الطلبة من استيعاب وممارسة كافة الإجراءات المرتبطة بالعملية الانتخابية، واشراكهم في التأسيس لهذه المرحلة تأكيدًا لدورهم الأساسي والمحوري فيها.
حيث تم انشاء لائحة داخلية لتنظيم عمل مجلس الطلبة توضح كافة الجوانب المرتبطة بهيكلية المجلس، ومهامه ومسؤولياته، والأدوار المناطة بكافة أعضائه، كما تم تنظيم ورش تحضيرية لكافة المراحل الدراسية، شاركت فيها اللجنة التي أشرفت على هذه العملية اللائحة مع طلبة المرحلة الثانوية، لضمان تفسير كافة بنودها، وتسجيل ملاحظات وتعليقات الطلبة عليها، لضمان الحصول على وثيقة تأسيسية للمجلس شارك في صياغتها جميع الطلبة وكافة الأطراف، مما يعزز من قيمتها ويضمن تنفيذها.
وفي خطوة لاحقة أعلنت اللجنة عن فتح باب الترشح لعضوية مؤتمر المجلس والذي هو بمثابة الهيئة العامة التي تضم كافة ممثلي اللجان الصفية، ويتكون المجلس من واحد وعشرين مقعدًا بواقع ثلاثة مقاعد ممثلة لكل مرحلة دراسية من مراحل المرحلة الثانوية (الصف السادس-الصف الثاني عشر)، وقد ترشح لعضوية المؤتمر 28 طالب/ة حيث منحت اللجنة كافة المرشحين ثلاثة أيام للإعلان عن حملتهم الانتخابية قبل عرض برنامجهم الانتخابي أمام أقرانهم من الطلبة في اليوم الأخير من فترة الاعلان وقد كثفت اللجنة تواصلها مع كافة المرشحين خلال فترة الإعلان لتعريفهم بالأساسيات والضوابط العامة اللازمة لتنفيذ حملتهم الانتخابية وفق الضوابط المقرّرة في اللائحة الداخلية.
كخطوة أخيرة تم اعداد ورشة تعريفية حول كيفية اعداد برنامج انتخابي وعرضه أمام المقترعين وما يلزم ذلك من مهارات لإعداد خطاب انتخابي وعرضه. وبعد عرض البرامج الانتخابية لكافة المرشحين شارك طلبة كل مرحلة دراسية في انتخاب اللجنة الصفية الممثلة لهم عن طريق الاقتراع المباشر، حيث أـسفرت هذه العملية عن تشكيل مؤتمر المجلس البالغ عدده 18 عضوًا ممثلاُ لكافة
المراحل. وتماشيًا مع اللائحة الداخلية المنظمة لعمل المجلس، فُتح المجال أمام أعضاء المؤتمر للترشح لمنصب رئيس المجلس، حيث أبدى ثمانية طلاب رغبتهم في خوض غمار المنافسة على منصب رئيس المجلس، وهنا بدأت اللجنة عملها المكثف مع المرشحين لتحضير برامجهم الانتخابية، حيث أبدوا حماسهم وجاهزيتهم لخوض غمار هذه المنافسة من خلال تواصلهم المميز والفعّال مع الطلبة من كافة المراحل والتي حاول كل منهم إقناع أكبر عدد من الناخبين بأحقيته بهذا المنصب وجدوى أفكاره التي يطرحها في برنامجه الانتخابي. ولضمان منح كافة المرشحين فرصًا متساوية للتعريف بأنفسهم والتعبير عن أفكارهم وبرامجهم من جهة، ومن جهة أخرى تزويد الناخبين بمساحة كافية للتعرف على المرشحين ومهاراتهم وإمكانياتهم والمقارنة بينهم بطريقة عقلانية وعادلة. نظمت لجنة الانتخابات مناظرة بين كافة المرشحين حضرها طلبة المرحلة الثانوية والطاقمين الأكاديمي والإداري، تخللها مجموعة من الأسئلة التي وجهتها اللجنة للمرشحين مع منحهم الوقت اللازم للإجابة، ومن ثم استقبال مجموعة من الأسئلة من الطلبة أنفسهم في جو من الحماس والتنافس والتفاعل اختتم بإجراء عملية الاقتراع والتي مكنت الطلبة جميعهم من اختيار مرشحهم عن طريق الاقتراع المباشر، ليتم اختيار الطالب رشيد حسين من الصف الحادي عشر لرئاسة المجلس للعام الأكاديمي الحالي، والذي قام بدوره وتماشياً مع اللائحة الداخلية للمجلس بدعوة أعضاء المؤتمر للاجتماع الأول والذي تم فيه تشكيل اللجنة الإدارية للمجلس والتي تتكون من سبعة مقاعد، بواقع مقعد ممثل لكل مرحلة دراسية من مراحل المرحلة الثانوية (الصف السادس-الصف الثاني عشر) وهو/ هي الطالب/ة الحاصل/ة على أعلى الأصوات على مستوى انتخابات اللجنة الصفية لكل مرحلة دراسية، تلاه اختيار نائب الرئيس وتوزيع مهام اللجان على أعضاء اللجنة الإدارية عن طريق الاقتراع الداخلي لأعضاء المؤتمر.
قال" رشيد حسن" رئيس المجلس المنتخب: “تجربة انتخاب مجلس الطلبة لهذا العام، كانت الأكثر نجاحًا مقارنةً بالسنوات السابقة، حيث حظينا بتجربة ديمقراطية مميزة، وحظي الجميع بفرص متساوية للترشح والانتخاب، وهذا كله أدى الى تشكيل مجلس ممثل لكافة الطلبة بطريقة نزيهة وشفافة". من جانبه أضاف "إياس بيرقدار" عضو اللجنة الإدارية لمجلس الطلبة: "لقد أعجبت بتجربة الانتخابات لهذا العام، فالمناظرة الانتخابية التي شاركت بها كانت قيمة وممتعة، ولا شك أن التجربة التي مررت بها كانت مميزة ومفيدة للمستقبل، كلي شغف للعمل مع بقية الطلاب لإنجاح هذه التجربة، ولدي الكثير من الأفكار والاقتراحات التي أرغب في تنفيذها، أذكر منها رغبتي في تعميم فكرة المصادر والمراجع والكتب الرقمية عوضاً عن المواد المطبوعة، لما له من أثر في الحفاظ على البيئة، والتخفيف من وزن الحقيبة المدرسية".
يقوم المجلس حاليًا بوضع خطته السنوية التي تضمن تنفيذ مجموعة من الأنشطة والمبادرات المستندة بشكل رئيس على اقتراحات وتطلعات الطلبة، والتي تضمن تغطية الجوانب الرياضية والاجتماعية والثقافية والصحية المختلفة، إضافة إلى توزيع المهام بشكل يضمن مشاركة كافة أعضاء المجلس.
أشار الأستاذ "شادي زيدات" منسق الأنشطة في الأكاديمية العربية الدولية، والمشرف على عمل مجلس الطلبة إلى أن ما تم التأسيس له هذا العام عمل في غاية الأهمية من شأنه تعميق مجموعة من المفاهيم والممارسات المرتبطة بالديمقراطية والمواطنة والنزاهة والشفافية والعدالة الاجتماعية لدى كافة الطلبة، ونتطلع لإنشاء جيل يمتلك تلك المفاهيم ويتعامل معها كممارسات واقعية طبيعية ناتجة عن قناعتهم بها، وليس فقط الاكتفاء بدراستها أو حفظها، وهذا بدوره يساعدنا على الخروج من نطاق بعض الأفكار السائدة كالتفرقة بين الذكر والأنثى والتمييز بينهم على أساس الجنس، أو حتى التمييز القائم على أساس الفروقات العمرية وأحقية الأكبر سنًا بالتولي والقيادة. وهو ما حرصنا على تجنبه منذ بداية هذه العملية.
تعتز الأكاديمية بهذه التجربة الرائدة والناجحة، كما تسعى لتوفير الدعم والأدوات اللازمة للطلبة لتنمية ما يمتلكونه من قدرات قيادية وفكر إبداعي، فهي تجربة فريدة تخلق جيلًا منفتحُا مسؤولًا وواثقُا بنفسه. كما سنسعى لتعميق هذه التجربة وممارستها بشكل أكثر فاعلية في الأعوام القادمة.